ما هي البيانات الخارجية ولماذا هي مهمة؟

أولاً، جائحة كوفيد-19، ثم أزمات سلاسل التوريد وارتفاع معدلات التضخم، كلها رفعت من أهمية البيانات إلى مستوى جديد. أصبح الحصول على تنبؤات سريعة وموثوقة ممكنًا فقط من خلال قياس حساسية العملاء والمنافسين تجاه التغيرات في العالم الخارجي.

من الشائع أن تقوم معظم الشركات بتحليل الكثير من البيانات الداخلية من تطبيقات إدارة علاقات العملاء (CRM)، وسجلات البرمجيات، وآثار المواقع الإلكترونية، وأجهزة إنترنت الأشياء، ودمج نتائج التحليل في عمليات اتخاذ القرار. لكن هذا نادرًا ما يحدث مع البيانات الخارجية. فعند النظر إلى العالم الخارجي، نجد أن مصادر البيانات أصبحت أكثر وفرة، ومع ذلك يتم استغلال جزء ضئيل فقط من إمكانياتها من قبل الشركات.

هل كنت تعلم أن هناك الكثير من المعلومات خارج مؤسستك يمكن أن تمنح صانعي القرار ميزة تنافسية؟ يمكن للبيانات الخارجية أن تساعدك على فهم عملائك بشكل أفضل وتحسين استراتيجيات نمو أعمالك.

ما هي البيانات الخارجية؟
البيانات الخارجية هي أي بيانات لا تنتجها شركتك بنفسها. بالإضافة إلى البيانات التي تنتجها الجهات الإحصائية أو الحكومية أو المؤسسات التجارية، يتم أيضًا توليدها من العمليات الداخلية لشركات أخرى، أو من مراقبة أنشطة المستهلكين أو المنافسين على الإنترنت.

تشمل أمثلة البيانات الخارجية المتقدمة: كثافة الأشخاص في موقع معين، حالة المخزون أو معلومات الخصومات لمنتجات المنافسين على مواقع التجارة الإلكترونية، وشدة ونوع تفاعل العلامة التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي.

غالبًا ما يتم دمج البيانات الخارجية مع البيانات الداخلية لفهم الاتجاهات الكبرى والسوق والعملاء بشكل أفضل. ويمكن استخدامها في العديد من حالات الاستخدام التجاري مثل التنبؤ بالمبيعات، تحليلات الاحتيال، تحليلات المواقع، تحسين الأسعار، وتحليلات الحملات الترويجية.

لماذا يجب على المؤسسات استخدام البيانات الخارجية؟
السبب الرئيسي هو تحسين قدرات التنبؤ. التنبؤ عنصر أساسي في إدارة أي عمل تجاري. من خلال تحسين التنبؤات، يمكنك توقع التغيرات في السوق واتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن كيفية المضي قدمًا.

يمكنك استخدام البيانات الخارجية لتحسين تنبؤاتك من خلال تحسين فهمك لما حدث في الماضي، وتحديد فرص جديدة للنمو أو الابتكار بناءً على مصادر البيانات الخارجية. يمكن أن يساعدك ذلك في اكتشاف أسواق غير مستغلة أو تحديد مجالات تحتاج إلى تحسين — ويمنحك ميزة على المنافسين الذين لا يستخدمون هذه المعلومات بفعالية.

علاوة على ذلك، يمكن للبيانات الخارجية مثل مستوى الدخل، عادات الإنفاق، معدل الجريمة، ونقاط الاهتمام أن تساعد المؤسسات في اتخاذ قرارات بشأن أفضل المواقع. كما يمكن أن توفر رؤى قيّمة حول مدى نجاح (أو فشل) حملة جديدة أو متجر جديد في زيادة المبيعات أو رفع الوعي بالعلامة التجارية ومنتجاتها أو خدماتها بين المستهلكين.

التحديات المرتبطة باستخدام البيانات الخارجية
رغم فائدة البيانات الخارجية، إلا أن استخدامها يواجه بعض التحديات. غالبًا ما يكون من الصعب والمكلف الحصول على بيانات خارجية متقدمة من مصادر متعددة بشكل فردي. يتطلب إنشاء تدفق بيانات منتظم، واستخلاص البيانات تلقائيًا من الويب، وإدارة البنية التحتية اللازمة، وتوليد الرؤى والتنبؤات فريقًا من الخبراء.

تتطلب مصادر البيانات الخارجية المتقدمة إدارة ومراقبة وصيانة مستمرة، لأنها غير مستقرة وأي تغييرات فيها قد تؤدي إلى تعطل أنظمة الاستخلاص المخصصة. علاوة على ذلك، إذا لم تكن البيانات التي تم جمعها قابلة للتنبؤ أو كانت غير منظمة، فقد يكون من الضروري تطوير نماذج ذكاء اصطناعي للتنبؤ أو أدوات تحليل لتحويلها إلى معلومات قابلة للاستخدام.

باختصار، ستكون هناك حاجة إلى بنية تحتية قوية لتخزين ومعالجة البيانات للحفاظ على تدفق بيانات خارجية فعال. يمكن الاستعانة بمزودي خدمات البيانات الخارجية للتغلب على هذه التحديات. أما في الحالات التي لا تلبيها الخدمات القياسية، فقد تكون هناك حاجة إلى تخطيط قائم على المشاريع.

مستقبل البيانات الخارجية
سيستمر استخدام البيانات الخارجية المتقدمة في الازدياد، لأنه لا يمكن بناء نماذج تنبؤية عالية الجودة باستخدام البيانات الداخلية فقط. لقد أظهرت الأزمات الأخيرة كيف يمكن أن يتغير سلوك المستهلك وعادات الشراء بشكل جذري خلال أسابيع، وكيف يمكن أن تصبح النماذج التنبؤية غير فعالة فجأة.

رغم أن توفير بيانات خارجية نظيفة وكاملة ومتوافقة يمثل تحديًا، إلا أنه يمكن إدارته من خلال خدمات بيانات خارجية فعالة من حيث التكلفة ومستدامة. في هذه التدوينة، تناولت ما هي البيانات الخارجية، ولماذا هي مهمة، ولماذا تعتبر خدمات البيانات الخارجية ضرورية، وبعض الطرق التي يمكن أن تفيدك بها كصاحب عمل أو قائد أو عالم بيانات.